انه موضوع جد مهم. شباب الوطن, أمل المستقبل, ما نرجو أن نرى التغير فى البلاد على أيديهم. هل هم على الدرب؟ لا أعتقد.
الشباب وأخص بالذكر شباب ليبيا منهم من قضى نحبه فى ملذات الدنيا ونسى نفسه ونسى دوره فى بناء الوطن ومنهم من هو على الدرب. ما أراه لا يسر الخاطر. شباب همه فى الدنيا كيف يجمع المال بغض النظر عن طريقة جمعه ولبس أفضل اللباس وشراء تلك السيارة التى يحلم بها. فهل هذا هو المبتغى؟ ولنفترض انك حققت هذا كله, ماذا بعد؟ سيأتى شىء جديد ويسيطر على تفكيرك وتبدأ مجددا فى العمل على تحقيق هدف الوصول اليه.
هذه الأمة لن تقوم لها قائمة بهذا النوع من الشباب الذى نجح الغرب فى ان يغرقهم فى ملذات الدنيا. أين ذاك الشاب الذى يعمل جاهدا على ان يرقى بنفسه ويطورها والذى يتعلم من العلم ما يستفيد به لنفسه وما يفيد به غيره.
شىء آخر, كيف حالنا مع الكتاب الذى هجرناه؟ الذى تكدست عليه الغبار من قلة الزوار. ما لاحظته انه بحسب تقديراتى الشخصية اكثر من تسعون بالمائة من الشباب لا تستهويه المطالعة ولا يلقى لها بال بل ان جلهم يكره كل ما يتعلق بالقراءة والتكنولوجيا.
كل شاب ذكر او انثى سوف يسأل عن دوره فى الحياة. ماذا قدم لهذا الدين وماذا قدم لكى يرقى بنفسه وبأهله وبغيره من المسلمين. أخى الشاب وأختى الفتاة, هل ترضون لأنفسكم ان تكونوا مهمشين وليس لكم دورفى هذه الحياة؟ هل ترضون ان تكونوا كالذين مضوا ولم يتركوا شيئا يخلد ذكراهم او شىء ينتفع به؟.
سوف أستعرض الحياة اليومية لشاب أعرفه جيدا وسأترك لكم التعليق. ينهض أخينا الساعة الحادية عشر صباحا من النوم ويصلى الصبح متأخرا, واحيانا كثيرة لا يلقى للصلاة بالا. بعد ذلك من غير ان يفطر يذهب متخفيا الى تحت سور البيت ليدخن سيجارة الصباح ثم يذهب الى المقهى ليشرب كأس المكياطة من ايدين عبد الفتاح لأنه لا يقدر على شربها من غيره. يبقى هناك الى وقت الظهيرة او بالأحرى وقت طعام الغداء ليجد أمه مجهزة كل ما لذ وطاب. يتغدى أخينا ومن ثم يقول تعالى ايها النوم. يستيقض من القيلولة بعد صلاة العصر ليذهب الى نفس المقهى ويشرب قهوة العشية ويتلذذ معها بالرياضى واحيانا عندما تكون الحكاية مبحبحة فلا يدخن غير المارلبورو. المهم يجلس هناك فى المقهى الى ان يأتى الظلام ويبدأ أخونا فى الاتصالات مع الشباب ليتفق معهم اين ستكون السهرية. بعد ان يتفقوا من سيحضر السبيقا ومن سيحضر باقى العوالة, يذهب الى الملتقى و اول ما يصل يهدد الجماعة انه سيمسح بهم فى شوط الرمينو. المهم يشتد النزاع فى الرمينو ويبدأ السب واللعن وأحيانا كثيرة لا تسلم امهات الجماعة من السب ايضا. يؤذن اذان الفجر وهنا يعلن أخونا انه وقت النوم قد حان وكل سوف يرجع الى بيته. انهم لن يذهبوا الى صلاة الفجر فى جماعة بل ان النوم سلطان والجماعة تعبوا من الكارطة. أخونا سوف يذهب للنوم ليستيقظ الحادية عشر صباحا ليعيد نفس الروتين اليومى.
أنا متأكد ان هذا هو حال العديد من الشباب فعلى من يقع اللوم؟ هل هو على الدولة لكثرة البطالة التى يعانى منها الشباب ؟ ام اللوم يقع على الشاب لأنه سيطر عليه الكسل فبهذا سوف لن يستغل أى من وقت الفراغ لديه.
على الجانب الآخر لا أنكر انه يوجد لدينا شباب أهل لأن يطلق عليهم حماة الوطن وزهرة المستقبل. أرى فيهم عز الدين وعزنا نحن. ولكن هم يشكلون نسبة ضئيلة بالمقارنة مع النوع السائد والذى أستعرضت مثال له.
أخيرا وليس آخرا أردت أن أنبهكم واياي بأن العمر قصير وحياة المرء ليست معلومة أتطول ام نقصر. فأفيقوا أيها الشباب ولنبنى مستقبل هذه الأمة ونعيد لها عزها ودمتم فى عز وسلام.
السلام عليكم
أخوكم.